صحيفة "مير نوفوستيه" كتبت يوم 3
نوفمبر/تشرين الثاني إن الكثيرين كانوا يتوقعون من المرشح الجمهوري للرئاسة
الأمريكية ميت رومني أن يـستغل المناظرات التلفزيونية ليوجـّه ضربة تحت
الحزام لخصمه الرئيس أوباما فـيتهمـه بالفشل في إدارة الحملة على ليبيا
وبالعجز عن حماية السفير الأمريكي السابق في ليبيا كريستوفر ستيفنز، لكن
تلك التوقعات لم تتحق.
ويعزو الخبراء ذلك إلى اتفاق ضمني بين طرفي
المناظرة. ذلك أن إثارة القضية الليبية بما فيها من جوانب حساسة لا تخدم
المصالح العليا للولايات المتحدة، خاصة وأن الأمور في ليبيا تسير بعكس ما
كان يتمناه الساسة الأمريكيون على اختلاف انتماءاتهم الحزبية.
وتلفت الصحيفة إلى تسريبات جرت مؤخرا عن
اغتيال السفير كريستوفر ستيفنز تفيد بأن الطائرات الأمريكية بدون طيار،
كانت تحلق باستمرار فوق القنصلية الأمريكية في بنغازي. وأن خيار القيام
بعملية عسكرية نوعية لإخلاء السفير وزملائه قبل وقوعهم في أيدي القتلة، جرى
بحثه جديا في دوائر المؤسسات الأمنية والدفاعية في واشنطن. لكن الصحافة
الأمريكية كشفت أن أصحاب القرار استبعدوا هذا الخيار، وفضلوا متابعة مراقبة
التطورات، إلى أن انتهت الأمور بوقوع الكارثة.
وتشير المعلومات كذلك إلى أن السفير
ستيفنز طالب الخارجية بإلحاح بتعزيز حراسة البعثة الدبلوماسية، وذلك قبل
وقوع الكارثة بستة أسابيع. وطالب كذلك بتمديد مهمة فرقة مكافحة الارهاب
التي تتألف من ستة عشر فردا من أفراد القوات الخاصة، كانوا يحرسون
القنصلية. لكن هذه الفرقة أعيدت إلى الولايات المتحدة قبيل الحادث. وبات
معلوما كذلك أن السفير ستيفنز وجه نداءً أخيرا إلى الخارجية، قبل ساعات من
الهجوم، أعلمها فيها أن رئيس مجلس الأمن الليبي أخبره رسميا أن ليبيا لا
تستطيع أن تضمن سلامة الدبلوماسيين الامريكيين.
وثمة معلومات تفيد بأن الرئيس أوباما علم
بأمر الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي قبل يوم من وقوعه، لكنه لم
يتخذ أية تدابير للحيلولة دون وقوعه. فما سبب تلك السلبية؟ ولماذا لم يتصرف
أوباما بحزم؟
يرى المحللون أن الآلة الدعائية الأمريكية
دأبت على إيهام الأمريكيين بأن الأوضاع في ليبيا تحسنت بشكل ملحوظ بعد أن
أخذت الولايات المتحدة على عاتقها قيادةَ الحملة ضد نظام القذافي. ومن
المرجح أن أوباما آثر السكوت عن أخطار محتملة، على إطلاع الأمريكيين على
حقيقية الأوضاع في ليبيا. وهذا يعني أن السفير ستيفنز وزملاءه راحوا ضحية
اعتبارات سياسية عليا.