أعاد استهداف رئيس فرع المعلومات في الأمن
الداخلي في لبنان العميد وسام الحسن فتح ملف الاغتيالات التي عصفت بلبنان
بين عامي 2005 و2008 عقب مقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الشهيد رفيق
الحريري في 15 فبراير/شباط 2005. وينذر الدخان المتصاعد من انفجار
الأشرفية، والاطارات المشتعلة في طرابلس وصيدا وبيروت وغيرها بانتقال شرارة
الأزمة السورية إلى لبنان، وتحولها نارا تحرق "الأخضر واليابس"، وفشل
سياسة النأي بالنفس التي سعى لبنان إلى تبنيها طوال الشهور التسعة عشر
الماضية من عمر الأزمة السورية.
وفيما كان العالم يركز اهتمامه من أجل درء
مخاطر توسع النزاع بين تركيا وسورية عسكريا، علا صوت دوي السيارة المفخخة
في شرقي بيروت على أصوات المدافع والرصاص وقصف الطائرات في سورية، ودق
ناقوس خطر من توسع الصراع إلى لبنان المنقسم بحدة بين مؤيد ومعارض لحكم
الرئيس السوري بشار الأسد.
ويتشح لبنان بالسواد مرة أخرى حدادا على
مقتل العميد الحسن وسائقه، وثمانية مدنيين وسقوط نحو مئة جريح. وتزداد
المخاوف من فصل دموي جديد قد لا يقتصر على المسؤولين السياسيين والأمنيين
ومن قدر لهم أن يكونوا في مكان الاستهداف، وربما فجرت الاحتقان الكبير في
شكل اشتباكات كالتي شهدناها بين جبل محسن ودرب التبانة في طرابلس، لكن أغلب
الظن أنها لن تقتصر على هذه الجبهة في حال عدم تمكن السياسيين من ضبط حركة
الشارع، وقبلها ضبط أنفسهم حتى لا ينزلق لبنان أكثر في الصراع السوري بين
النظام والمعارضة.