صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" تنشر مقابلة
مع البروفيسورة في معهد موسكو للعلاقات الدولية مارينا سابرونوفا، تركز
الحديث فيها على الجهود التي يبذلها المبعوث المشترك للأمم المتحدة
والجامعة العربية الأخضر الابراهيمي، بهدف وقف العنف في سورية.
ترى البروفيسورة سابرونوفا أن الصراع
الدائر في سورية حاليا وصل إلى مرحلة التعادل السلبي. أي أن أيا من طرفي
النزاع، لا يمكن أن يحقق نصرا عسكريا في المدى المنظور، الأمر الذي يعني
استمرار الحرب الأهلية الدموية لفترة طويلة. أما البديل الواقعي عن ذلك،
فيتمثل في عملية سلمية، يمكن للإبراهيمي أن يعول في تحريكها، على روسيا
والصين، خاصة وأن مواقف الإبراهيمي تتناغم إلى حد بعيد مع مواقف موسكو
وبكين، اللتين تريان ضرورة مشاركة جميع الأطراف في العملية السلمية، بما في
ذلك بشار الأسد. ويضاف إلى ذلك قدرة موسكو على لعب دور الوسيط والتأثير
على دمشق.
وفي ظل هذه المعطيات، ثمة حاجة ماسة
لمضاعفة الجهود الرامية للوقوف على حقيقة ما يجري في سورية، كي يتمكن
المجتمع الدولي من تكوين صورة موضوعية عن الوضع هناك. ومن المناسب في هذه
الظروف طرح فكرة الحوار الجزئي، لأن البلاد بحاجة لمفاوضات جزئية، بين
السلطات الرسمية في دمشق والمجموعات المستعدة لذلك. وبالإضافة إلى ذلك يجب
المضي قدما في تسويق فكرة عقد مؤتمر للسلام حول سورية، من الممكن أن يعقد
على أرض محايدة.
ولدى الحديث عن مصالح روسيا الحالية في
الشرق الأوسط، تذكر البروفيسورة سابرونوفا، أن ذلك يتعلق في المقام الأول
بمسألة الأمن القومي الروسي. وثمة مسألة أخرى على جانب كبير من الأهمية،
تتمثل في استعادة روسيا لهيبتها التي تضررت عام 2011 على خلفية أحداث
الربيع العربي. ومن الواضح أن تحقيق هذه الأهداف أمر غاية في الصعوبة، لأن
روسيا خسرت الحرب الإعلامية، ولا تجيد استخدام ما يتوفر لديها من وسائل
"القوة الناعمة".